مشاكل نوم الأطفال
يعاني العديد من الأباء و الأمهات من صعوبة نوم أطفالهم الصغار و أيضا من مشكل الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل. مما يجعل معظم ليالي الوالدين عبارة عن ليالي بيضاء و ما يرتبط بها من تعب و إرهاق و توتر.
إذا كنت أنت و طفلك ممن يعانون من قلة النوم و صعوبته فهناك بعض الأساليب العلمية البسيطة و لكن الفعالة التي يمكنك القيام بها.
في البداية, يجب أن تعرف أن كل طفل هو حالة خاصة تختلف عن الحالات الأخرى. لهذا, لا تستعجلي النتائج و افعلي ما يريحك و يريح طفلك و ما تعتقدين أنه مناسب لكما معا.
دور النوم و فوائده عند الطفل
لا يعتبر النوم شيئا بسيطا أو عاديا, بل هو حاجة أساسية و حيوية خصوصا عند الطفل. لأنه يضمن له التطور الجسدي والنفسي
والمعرفي المناسب. لذلك فإن النوم الجيد و الصحي ضروري لنمو الطفل ومساعدته على
التعلم.
أثناء النوم، يقوم الطفل بحفظ و تخزين كل ما تعلمه في يومه. و الحصول على قسط كافٍ من النوم يساعد طفلك على :
- التطور بشكل جيد جسديا,
- إفراز هرمون النمو, الكورتيزول والأنسولين,
- تجديد الخلايا,
- تقوية جهاز المناعة,
- تقوية مهارات الحفظ,
- التركيز أكثر ولفترة أطول,
- إدارة عواطفه بشكل أفضل,
- تقوية التعلم و الحفظ,
- كما أن الطفل يكون هادئا و نشطا طوال اليوم.
طبيعة مشاكل النوم عند الأطفال
يتم التعبير عن اضطرابات النوم عند الأطفال بشكل رئيسي من خلال
:
- صعوبة النوم,
- أو الاستيقاظ في الليل,
- أو الاستيقاظ في الصباح الباكر.
أحيانا قد تكون هذه الإضطرابات عابرة دون عواقب. و لكن عند تكرارها، فإنها تسبب للطفل النعاس و التعب طوال اليوم, إضافة إلى التهيج و التوتر. كما أنها تتداخل مع نموه و تؤثر سلبا عليه.
أسباب عدم النوم عند الأطفال
تعتبر مشاكل و إضطرابات النوم من أكثر المشاكل شيوعا عند الأطفال. و
حسب الدراسات و الإحصائيات الطبية, فهي تصيب 20 إلى 30٪ من الأطفال دون سن 6
سنوات، و 10٪ من 6 إلى 12 عامًا، و 15 إلى 20٪ من المراهقين.
غالبًا ما يكون السبب الرئيسي هو تغيرات في بيئة و وسط الطفل. و لكن هناك أيضا العديد من الأسباب الأخرى للأرق و التي لا يجب إغفالها, و هي بعض الأمراض مثل :
- الربو,
- التهابات الأنف و الأذن و الحنجرة,
- و أيضا الإرتجاع المعدي : و هو عبارة عن هو صعود جزء من محتويات المعدة إلى المريء.
- كما أن هناك أسبابا نفسية : القلق و التوتر دون إغفال التوحد...
و أخيرا, هناك الأرق المجهول السبب حيث لا سبب عضوي أو نفسي له.
طفلك لا يريد الذهاب إلى فراشه
- هذه حالة شائعة جدا بين الأطفال لهذا لا تنفعلي أو تتوتري. عليك بتحديد الوقت الذي تريدين أن ينام فيه طفلك, و تجنبي أن يكون متأخرا.
- اختاري عادات مريحة لكما, و ابدئيها 20 دقيقة قبل الموعد الذي حددته لنوم طفلك. اجعلي هذه العادات روتينا يوميا لطفلك.
- إذا كان طفلك معتادا إلى الذهاب إلى الفراش في وقت متأخر, قٙـدِّمي الوقت من 5 إلى 15 دقيقة كل أسبوع حتى تصلي إلى موعد النوم الذي حددته مسبقا.
- قبل أن تضعي طفلك في السرير, امنحيه لعبته أو أشيائه المفضلة التي تريحه و تفرحه,
- ضعي حدا للوقت الطويل الذي تقضينه مع طفلك عندما تضعيه في فراشه. مثلا عوض الثرثرة الطويلة, اقرأي له قصة قصيرة واحدة فقط, ثم قولي له تصبح على خير.
- لا تنسي أن تتركي قربه كوبا من الماء على أن يكون في متناول يده لتفادي خروجه من السرير.
- يمكنك أن تتركي له ضوءا خافتا إذا طلبه أو كان معتادا عليه أو كان يخاف من الظلام.
إذا استيقظ طفلك في الليل
هذه من الحالات الشائعة عند الأطفال. و غالبا ما تسبب الأرق و التوتر للوالدين.
- يجب عليك الإستمرار في إعادته إلى الفراش و لكن بأقل قدر ممكن من الضجة.
- إلتزامي بالثقة في النفس و الهدوء و خصوصا بالحزم اللطيف.
إذا كان طفلك لا ينام بدونك
هذه أيضا من أكثر المشاكل التي تواجه الأبوين و خصوصا الأمهات, حيث لا يستطيع الطفل النوم لوحده دون وجود أحد بجانبه. هناك العديد من التقنيات التي تساعد الأطفال الصغار (أكثر من 12 شهرًا) أو الأطفال الأكبر سنًا على التعود على النوم بدون وجودك في الغرفة. كما يمكن استخدام نفس التقنيات عندما يستيقظ طفلك الليل. و لكن عليك بالصبر لأن النتائج المرضية يلزمها المثابرة و بعض الوقت.
- كما في الفقرة السابقة, اتبعي روتينا مهدئا قبل وقت النوم.
- يمكنك استعمال العناق و بعض القبلات قبل وضع الطفل في السرير كوسيلة ناجعة لتشجيعه و مكافأته.
- ضعي طفلك في الفراش عندما يبدأ بالشعور بالنوم و يكون لازال مستيقظا.
- امنحيه قبلة و اطلبي منه أن يقول لك ليلة سعيدة.
- اعطه وعدا بالعودة بعد وقت وجيز لمنحه قبلات أخرى.
- بعدها, يجب الوفاء بوعدك و الرجوع بعد لحظات لمنحه قبلة إضافية.
- تراجعي خطوات هادئة حتى باب الغرفة, ثم ارجعي إليه و قبليه مرة أخرى.
- بعدها حاولي ترتيب شيء ما في غرفته أو بين أغراضه, ثم قبليه بعدها.
- ما دام طفلك مستيقظا و لا يزال في سريره, واصلي منحه قبلا كل مرة.
- هذه المرة غادري الغرفة لفعل شيء ما ثم عودي لتقبيله.
- إذا غادر طفلك سريره أطلبي منه بهدوء و ثقة الرجوع إليه لكي تمنحيه قبلا أخرى.
- استمري على هذه الطريقة بمغادرة الغرفة ثم الرجوع لتقبيله حتى ينام.
- كرري هذه العملية كلما استفاق طفلك في الليل.
نصائح النوم للأطفال دون سن الخامسة
- تأكدي من أن لديك روتين نوم هادئ يساعد على الإسترخاء, يتضمن نفس العادات كل ليلة.
- إذا اشتكى طفلك من الجوع في الليل، حاولي إعطائه وعاءا من الحبوب والحليب قبل النوم و تأكدي من تنظيف أسنانه بعد ذلك.
- إذا كان طفلك يخاف من الظلام, تجنبي التهكم عليه و اتركي له ضوءا ليليا خافتا في غرفته.
- لا تدعي طفلك يشاهد التلفاز أو أجهزة الحاسوب و الهواتف على الأقل 60 دقيقة قبل النوم حتى لا يؤثر ذلك على دماغه و بالتالي على نومه.
- إذا استيقظ طفلك أثناء الليل, تجنبي الحديث الزائد معه ما أمكن. تجنبي أيضا استخدام الأضواء و الإتصال معه بالعين.
- لتفادي مشاكل النوم, لا تدعي طفلك يقوم بقيلولة طويلة.
أطعمة تساعد طفلك على الإسترخاء و النوم الهادئ
هناك العديد ممن الأطعمة الطبيعية التي تساعد طفلك على الإسترخاء و النوم. أهمها :
- الموز : يمكن اعتباره كحبوب منومة طبيعية على شكل فاكهة لذيذة. فهو يحتوي على نسبة لا بأس بها من المواد المهدئة و التي تساعد على النوم و استرخاء العضلات مثل : المغنيزيوم, الميلاتونين و السيروتونين. و هي مواد فيزيولوجية تساعد على النوم الهادئ.
- الحليب الدافئ : يحتوى على الكالسيوم و التربتوفان وهو من الأحماض الأمينية التى لها مفعول مسكن. كما بينت دراسات علم النفس أن للحليب تأثير نفسي إيجابي عند الطفل, لأنه يذكره بمرحلة الرضاعة, حين كانت وجبة الحليب مرادفاً للاسترخاء و الهدوء و السكينة. و لزيادة هذا المفعول يمكن إضافة القليل من الحليب إلى حبة بطاطس واحدة مهروسة, و استخدامها كوجبة مسائية للطفل.
- مشروب البابونج (الكاموميل) : كما هو معروف عند البالغين, البابونج له مفعول مسكن خفيف مما يساعد على نوم هادئ.
- العسل : يمكن إضافة القليل منه إلى الحليب الدافئ أو مشروب البابونج, لأنه يحفز الدماغ على إيقاف الأوريكسين، وهو ناقل عصبى له علاقة بالأرق حسب اخر الدراسات.
- الخبز بالقمح الكامل : يساعد على وصول التربتوفان إلى الدماغ و تحويله إلى مادة السيروتونين التي تحفز على النوم الهادئ.
- البطاطس : تتميز بخاصية مساعدة مفعول التربتوفان و حمايته من بعض الأحماض التي تعطل عمله.
- اللوز : يحتوي على التربتوفان و المغنيسيوم.
- الشوفان : هو مصدر غنى بالميلاتونين الذى يساعد على النوم.
- بذور الكتان : غنية بأحماض أوميجا 3 المضادة للأكسدة، وهي من المحسنات الطبيعية للمزاج.
أطعمة و عادات تسبب الأرق و صعوبة النوم
هناك العديد من الأطعمة و المواد التي يجب تجنبها مساءاً لتفادي مشاكل النوم. أهم هذه الأطعمة هي :
- الكافيين الذي يوجد في بعض المشروبات خصوصا القهوة و الصودا و الشوكولاتة و أيضا بعض المصاصات.
- أيضا الأطعمة الغنية بالسكر تمنع النوم, لأنها تسبب تذبذب نسبة السكر في الدم مما يؤدي إلى إفراز الأدرينالين و بالتالي إبقاء الطفل متيقظا و منتبها.
- لا تدعي طفلك يشاهد التلفاز أو أجهزة الحاسوب و الهواتف على الأقل 60 دقيقة قبل النوم حتى لا يؤثر ذلك سلبا على دماغه و بالتالي على نومه.
إذا كما نلاحظ, الأسباب متعددة و مختلفة. قد يتطلب الأمر منك صبرًا والتزامًا و هدوءا، ولكن يمكن حل معظم مشاكل نوم الأطفال, فقط يجب عليك إختيار الطريقة المناسبة.
تعليقات
إرسال تعليق
إذا أعجبك الموضوع, يمكنك أن تتفاعل معه و أن تترك تعليقا في صلب الموضوع أو أية ملاحظة أو تساؤل. و شكرا