ألوان البول و تفسيرها الطبي
ما هو البول و ما دوره؟
تقوم خلايا جسمنا بتغيير و التفاعل مع جل ما نأكله أو نشربه أو حتى نتنفسه. فوظيفة جسمنا الأساسية هي الإحتفاظ بكل ماهو مفيد له, و لكن أيض التخلص من المخلفات و السموم و بقايا التمثيل الغذائي.
و هذه العملية الحيوية تتم عبر 4 طرق :
- عن طريق الرئتين (التنفس)
- الجلد (العرق)
- البراز (عبر الأمعاء)
- ولكن خصوصا عن طريق البول (عبر الكلى).
إذا البول هو من أهم طرق التخلص من السموم و المخلفات الضارة و أكثرها نجاعة. و يتكون بالاساس من الماء اضافة الى مواد اخرى مذابة في الماء.
يتم إنتاج البول عن طريق ترشيح و تصفية الدم بواسطة الكلى, بعد ذلك يتم تخزينه في المثانة. و عندما تمتلئ يتم إشعار الدماغ بالرغبة و الشعور بالتبول, فتفتح العضلة العاصرة شعوريا و تنقبض المثانة لكي يتدفق البول إلى خارج الجسم : هذا هو التبول.
حجم البول و لونه في الحالة العادية
يتراوح الحجم العادي للبول ما بين لتر و نصف إلى لترين كل 24 ساعة, موزعة على 5 إلى 7 فترات تبول, كل فترة تحتوي على 200 إلى 250 ملليتر. و لكن هذا الحجم مشروط بكمية الماء و السوائل التي تم استهلاكها خلال هذه المدة.
البول يكون لونه مصفرا في الحالة العادية, و لكن إذا تغير لونه، فمن الضروري البحث و التحقق من سبب و أصل هذا التغيير في اللون. في هذا المقال سوف نقوم بعرض جميع الحالات التي يتغير فيها اللون و أيضا أسبابها المرضية و الطبية.
ألوان البول المحتملة و تفسيرها الطبي
اعتمادًا على كمية الماء التي نتناولها يوميًا، يمكن أن يختلف لون البول من الأصفر الباهت جدًا إلى الأصفر الداكن. و لكن الماء ليس المصدر الوحيد الذي يجب أخذه في الاعتبار: فهناك مثلا الفواكه, الخضروات, المشروبات و مصادر أخرى للسوائل.
تساهم عدة عوامل في تغيير لون البول: النظام الغذائي ، والأدوية ، وبعض الأمراض.
كما سبقت الإشارة, في الحالة العادية يكون لون البول أصفر فاتح و باهت، بدون رائحة قوية.
و اعتمادًا على درجة التخفيف أي نسبة الماء في البول، يمكن للون العادي أن يأخذ درجات مختلفة، من شبه شفاف إلى الأصفر الداكن.
ومع ذلك، فإن أي تغيير واضح في اللون أو الكثافة أو حتى الرائحة, يمكن أن يشير إلى مشكلة صحية أو إلى مرض معين.
لون البول أصفر (أو أصفر فاتح)
عندما يكون لون البول أصفر فاتح مثل مظهر التبن فهذا يدل على أن كل شيء على ما يرام. هذا هو اللون الطبيعي للبول. أنت بصحة جيدة و نسبة الماء في جسمك جيدة.
بول عديم اللون أو شفاف
من المحتمل أنك تشرب الكثير من الماء. إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو كنت تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، فعليك التقليل من تناول الماء قليلاً حتى تخفف العبء على الكلى و أيضا على القلب و الشرايين.
بول أصفر غامق
هذا يعني أن لديك نقصاً في نسبة الماء في الجسم، إذاً لا تتأخر في شرب الماء, حتى وإن لم تشعر بعد بالعطش.
لون أصفر غامق مائل للبرتقالي
أنت لا تشرب كمية كافية من الماء. أنت تخاطر بالجفاف و الذي من الممكن أن يؤدي و يرهق كليتيك. تجنب الوصول إلى هذه المرحلة. إذا عليك بالرفع من كمية شرب الماء و السوائل فوراً. و من خلال التجارب العملية لاحظنا أن العديد من الناس يخفضون نسبة الماء خصوصا في المواسم الباردة, نظراً لعدم شعورهم بالعطش. هذا خطأ شائع, لأنه يجب إمداد الجسم و خصوصا الكلى بالسوائل بكمية كافية و منتظمة, كيفما كان الطقس, لتجنب إرهاق الكلى و التأثير على وظائفها الحيوية.
لون برتقالي
- أنت لا تشرب ما يكفي من السوائل, إذا سارع بإصلاح هذا الخطأ,
- و لكن أيضًا, قد يكون لديك مشكلة في الكبد أو القناة الصفراوية. استشر طبيبك للقيام بالفحوصات و التحاليل اللازمة.
- يمكن لبعض ألوان الطعام (الموجودة أحيانًا في الفيتامينات التجارية) تلوين البول باللون البرتقالي، وخاصة الكاروتين. الشيء نفسه بالنسبة لبعض الأدوية، مثل ريفامبيسين الذي هو مضاد حيوي.
لون بني
- إما أنه شديد التركيز (لذلك من الضروري شرب الماء في أسرع وقت ممكن)،
- أو قد يكون بسبب مرض في الكبد,
- أو البورفيريا، وهو مرض استقلابي يعطي البول هذا اللون. إذا يجب إستشارة الطبيب.
بول وردي أو أحمر
- غالبا ما تكون بعض الأغذية هي المسؤولة عن هذا التلوين المؤقت للبول. تأكد من أنك أكلت مواداً لونها أحمر في الوجبة الأخيرة مثل الشمندر و التوت البري...
- إذا لم يكن كذلك، فيجب عليك أن تزور الطبيب بسرعة, لأن اللون الأحمر أو الوردي هو علامة على وجود الدم في البول. و الأسباب متعددة أهمها : يمكن أن تكون عدوى أو حصى في المثانة أو في المسالك البولية أو في الكلى ، أو مشاكل في البروستات أو تسمم بالزئبق و لكن البول الأحمر او الوردي ممكن أن يكون علامة للسرطان.
اذا كان البول اصفر فوسفوري
يكون السبب غالبا هو استهلاك مكملات غذائية صناعية خصوصا فيتامين B و ايضا فيتامين C بكمية كبيرة.
بول أزرق أو أخضر
- قد يكون هذا اضطرابًا وراثيًا نادرًا ،
- أو تأثير بكتيريات في الجهاز البولي (خاصة Pseudomonas aeruginosa), حيث تعطي هذا اللون المميز,
- يمكن لبعض الأدوية أيضًا تلطيخ البول مثل أزرق الميثيلين, إندوميثاسين، أميتريبتيلين ، تريامتيرين...
- و ايضا بعض الملونات الغذائية.
بول غائم
يمكن أن يكون السبب هو تعفن في المسالك البولية أو حصى, خصوصا إذا كنت تشعر بالألم في التبول مع وجود رائحة كريهة. استشر الطبيب.
بول رمادي أو أسود
سواد البول خصوصا عند ملامسته للهواء هو سمة من سمات حالة وراثية نادرة تسمى alcaptonurie. لهذا يجب استشارة الطبيب دون تأخير.
البول أبيض اللون أو حليبي
مثل مظهر اللبن, قد يكون هذا نتيجة :
- لوجود الدهون بكثرة في البول
بول رغوي أو فوار
- قد يكون هناك الكثير من البروتين في البول و هذا مشكل جدي في وظيفة الكلية.
- أو أنك تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.
عموما, عليك استشارة الطبيب في أقرب وقت.
إذا كان بولك يشم رائحة الأمونيا
ربما يكون ذلك بسبب إصابتك بالجفاف أو الإصابة بعدوى في الجهاز البولي. اشرب الكثير من الماء. راجع طبيبك إذا استمرت المشكلة.
كما رأينا ، يمكن أن يشير التلوين غير الطبيعي للبول إلى وجود مرض خطير ، و اللائحة طويلة قد تصل الى السرطان.
قبل أن تصاب بالذعر و التيه، اسأل نفسك ما إذا كنت لم تتناول أي دواء أو طعام غير معتاد قد يلوث البول و ايضا مدة الاضطراب و الأعراض المصاحبة. إذا كنت في شك، لا تتردد في إستشارة طبيبك. من الواضح أن العلاج سيعتمد على طبيعة المرض المسؤول.
تجنب تهييج المثانة
المادتان المعروفان بسهولة تهييج الأنسجة الداخلية للمثانة هما القهوة والكحول. إذا أمكن، تجنب الأطعمة المصنعة والأطعمة الحلوة للغاية التي تسبب السمنة ومرض السكري و ترهق الكلي. أخيرًا ، إذا كنت لا ترغب في الاستيقاظ ليلًا ، امتنع عن الشرب قبل 3 ساعات من موعد النوم.
إجعل مراقبة بولك عادة منتظمة
توفر مراقبة البول بالعين المجردة المعلومات المفيدة المذكورة أعلاه. لكن إجراء تحليل للبول مرة واحدة في العام سيسمح لك بتعلم المزيد واتخاذ إجراءات وقائية عند الحاجة. و من السهل مراقبة لون و رائحة البول في البيت. و للقيام بذلك نقوم بجمع البول في اناء زجاجي شفاف لا لون له, و نراقب لونه في ضوء الشمس أو ضوء ابيض و هكذا يمكن لنا معرفة لون بولنا خصوصا إذا كانت هناك أعراضا مصاحبة كما سبق الذكر. كما يمكنن لنا مراقبة رائحة البول. حيث أن الروائح العطنة أو الغريبة ممكن أن تكون علامة لتعفن البول أو لأمراض أخرى.
إذا إجعل هذه المراقبة عادة منتظمة في حياتك. و يبقى تحليل البول في المختبر هو أفضل طريقة لمراقبته. والفحص الخلوي للبول، يبحث عن وجود الجراثيم إضافة إلى الخلايا خصوصا الكريات البيضاء التي تشير عند كثرتها إلى وجود تعفن, و أيضا الكريات الحمراء التي تكشف عند وجودها عن الدم في البول. و تفسير النتائج سهل لأن البول عادة ما يكون معقمًا، ولكن من المهم احترام شروط جمع معينة لتجنب النتائج غير الموثوقة و الخاطئة.
تعليقات
إرسال تعليق
إذا أعجبك الموضوع, يمكنك أن تتفاعل معه و أن تترك تعليقا في صلب الموضوع أو أية ملاحظة أو تساؤل. و شكرا