الحمى عند الأطفال... أسبابها وعلاجها

تعتبر الحمى من الأعراض المرضية الأكثر شيوعا و التي تصيب كل الأطفال في مختلف مراحل الطفولة. وهنا تبرز عدة تساؤلات لدى الأهل مثل : ما هي أسباب الحمى؟ متى تكون خطيرة؟ ما هو العلاج؟ و متى يجب زيارة الطبيب؟ و ماهي العلاجات الممكنة في البيت؟

ما هو تعريف الحمى عند الأطفال؟

أولا, يجب عليك أن تعرفي أن درجة حرارة طفلك ليست ثابتة خلال 24 ساعة. حيت أنها تنخفض  إلى 37.5 درجة مئوية  في الصباح و ترتفع قليلا في المساء إلى أقل من 37.8 درجة مئوية. 

نتحدث عن الحمى عند الطفل عندما ترتفع درجة حرارة جسمه إلى أكثر من 38 درجة مئوية. مع الانتباه أن طريقة أخد الحرارة يجب أن تكون سليمة. حيث يجب أن تؤخذ و الطفل مغطى بشكل طبيعي و عادي.  دون أن يتعرض لجو شديد الحرارة و لم يقم بنشاط بدني مكثف قبل قياس درجة حرارته, حتى لا يكون التشخيص خاطئا.   

ماهي أنواع الحمى عند الأطفال؟

 يمكن تقسيم الحمى إلى 4 أنواع حسب درجاتها :

- حمى منخفضة الدرجة : تحدث عندما ترتفع درجة حرارة جسم الطفل إلى 38 درجة مئوية. 

- حمى معتدلة : إذا أصبحت درجة حرارة الجسم ما بين 39.1  و 40 درجة مئوية.

- الحمى الشديدة : نتحدث عن الحمى الشديدة إذا كانت درجة حرارة الجسم 39.4 درجة مئوية أو أعلى.

- هايبريكسيا : هي أعلى الدرجات و أخطرها, و تحدث إذا كانت درجة الحرارة أكثر  من 41.1  درجة مئوية.

ماهي أهم أسباب الحمى عند الأطفال؟

عموما، معظم حالات الحمى هي نتيجة لعدوى أو أمراض أخرى. حيث تساهم درجة حرارة الجسم المرتفعة في صعوبة بقاء البكتيريا والفيروسات المسببة للعدوى على قيد الحياة. أهم الحالات الشائعة التي يمكن أن تسبب الحمى هي كما يلي :

- الإنفلونزا,

- التهاب اللوزتين,

- التهابات الكلى أو المسالك البولية,

- التهابات الأذن,

- التهابات المسالك التنفسية العلوية,

- بعض الأمراض الجلدية مثل الوردية و الذي هو فيروس شائع عند الأطفال يسبب طفح جلدي مصاحب لإرتفاع درجة الحرارة,

- إلتهاب السحايا و الذي هو مرض خطير يصيب أغشية الدماغ,

- كما يمكن أيضا أن ترتفع درجة حرارة طفلك بعد التطعيم، أو بسبب ثقل الفراش أو كثرة الملابس.

متى تكون درجة الحرارة خطيرة عند الأطفال؟

رغم أن أغلب حالات الحمى هي حالات لا تستدعي القلق, إلا أنه ينبغي عليك زيارة الطبيب إذا كان طفلك :

- عمره أقل من 3 أشهر و درجة حرارته 38 درجة مئوية أو أكثر,

- عمره أكبر من 3 أشهر و استمرار ارتفاع درجة حرارته لمدة يومين أو أكثر إلى 38 درجة مئوية أو أكثر,

- يعاني من قيء مستمر لأكثر من يوم,

- يعاني من إسهال مستمر لمدة يومين أو أكثر,

- تدهور حالته الصحية و تفاقمها,

- يعاني مسبقا من أمراض و مشاكل طبية مثل أمراض الجهاز التنفسي أو القلبي أو العصبي...

- ظهور أعراض مرضية مثل : ألم في الأذن أو في الحلق, مشاكل و صعوبات في التبول, ظهور و انتشار بثور أو طفح جلدي,

- و أخيرا ظهور علامات الجفاف : وهن و ضعف, بكاء بلا دموع, كمية أقل من البول, نشاط و انتباه أقل...

عموما, إذا كنت قلقا من حالة طفلك الصحية فما عليك سوى استشارة طبيبك دون تأخير.

كيف تعالج الحمى في المنزل؟

هناك  العديد من النصائح و الطرق العلمية و العملية التي تساعدك في علاج و مراقبة حمى طفلك في المنزل. أهمها : 

- إذا كان طفلك يعاني من التقيؤ المستمر, قدمي له سوائل قليلة و لكن بصفة منتظمة و متكررة لتجنب الإجتفاف,

- احرصي أن يتناول طفلك طعامه بانتظام, لأنه قد يرفضه. قدمي له الأطعمة الخفيفة و السوائل,

- تأكدي أن طفلك يحصل على القسط الكافي من الراحة و النوم,

- تجنبي استعمال مقياس الحرارة الزجاجي الزئبقي لأنه خطير إذا انكسر. استعملي المحرار الالكتروني لأنه أقل خطورة بكثير,

- يجب أن لا تخلو حقيبة طفلك من دواء الحمى خصوصا الباراسيتامول مع الجرعة المناسبة حسب وزنه.

احرصي على المراقبة  المنتظمة لتواريخ و مواعيد لقاحات طفلك حتى لا يتم تفويتها. 

متى يجب عليك أخد طفلك إلى قسم المستعجلات الطبية؟

هناك العديد من الحالات التي يجب القلق منها و بالتالي عليك أخد طفلك المصاب بالحمى إلى قسم الطوارئ. أهمها هي :  

- طفلك يعاني من مشاكل و صعوبات في التنفس,

- ظهور لون أزرق في شفتيه أو أظافره أو لسانه,

- رقبته متشنجة و متيبسة,

- يعاني من صداع شديد,

- به ألم حاد و شديد في البطن,

- لديه صعوبة في الإنتباه و الإستيقاظ,

- لا يستجيب لك كما ينبغي,

 - يمتنع عن شرب الماء و السوائل,

- يبكي بدون توقف مع الهيجان,

- أو يعاني من ظهور مفاجئ لطفح جلدي على شكل بقع ذات لون أرجواني تشبه الكدمات. 

إذا هذه هي أهم الأعراض و الحالات التي يجب الإنتباه لها كلما ارتفعت حرارة طفلك لأنها تمثل خطورة عليه. 

ما هو علاج الحمى عند الأطفال؟

في أغلب الحالات البسيطة، يمكنك مراقبة طفلك المصاب بالحمى و/أو معالجته في المنزل بالأدوية المناسبة. الحمى البسيطة نفسها لا تحتاج إلى أن يتم علاجها، إلا إذا كان طفلك :

- يعاني من مشاكل صحية مسبقة, خصوصا أمراض القلب و الجهاز التنفسي و العصبي...

- أو عند عدم شعوره  بالراحة. 

أهم و أشهر الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج الحمى، هي الباراسيتامول أو الإيبوبروفين. و لكن يجب دائما اتباع الإرشادات الطبية و التعليمات المكتوبة في عبوة الدواء خصوصا الجرعة الصحيحة و موانع الإستعمال. هذه الأدوية رغم فعاليتها و استعمالها الشائع, إلا أنها لا تخلو من مشاكل بل و أخطار عند استعمالها بطريقة خاطئة.

ملحوظة : تجنبي ما أمكن إعطاء الأسبرين لطفلك دون استشارة طبية نظرا لمضاعفته الخطيرة.

عند إعطاء الدواء للطفل : 

• اتبعي دائما الإرشادات الموجودة على عبوة الدواء بعناية,

• تأكدي من استخدام الكمية الصحيحة لعمر الطفل و وزنه,

• إذا كنت في شك أو عدم معرفة للجرعات المناسبة، استشري طبيبا متخصصا أولا,

• مع استمرار الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة مرة أخرى احذري تجاوز الجرعات المسموح بها. الرفع من كمية الجرعات لا يعني الرفع من الفعالية بل يعني الزيادة في الأعراض الجانبية للدواء و مشاكله.  

لتفادي و تجنب الإجتفاف, شجعي طفلك على شرب الكثير من السوائل خصوصا الماء.