الحمل
هل أنتِ حامل؟ ألف مبروك! إنه حقا شعور مميز و مذهل!
في هذا المقال سوف
نعيش معك تطورات جنينك أسبوعاً بعد أسبوع, لمدة الثلث الأول من الحمل و بالضبط من بداية الحمل إلى الأسبوع السادس, على أن نواصل باقي الأسابيع في سلسلة مقالات. سوف
تعيشين تجربة رائعة مع التغييرات اليومية لجنينك.
يمتد الثلث الأول من الحمل من أول يوم لآخر دورة شهرية حتى الأسبوع
الرابع عشر. و تتميز هذه المدة, بتغييرات جذرية و نمو سريع للخلايا الحديثة التكوين
و التي ستكون في نهاية هذا الثلث, جنينا واضح المعالم رغم أن طوله لن يتجاوز 8,5
سنتمترات.
الأسبوع الأول : كيف تحسبين تاريخ و مدة حٙمْلِك؟
من الصعب معرفة يوم الإخصاب بالضبط. لتقدير مدة الحمل, يستخدم الأطباء عدد الأسابيع انطلاقا من تاريخ انقطاع الطمث عوض الحساب بالشهور. هكذا, عليك البدء بحساب تاريخ الحمل انطلاقا من اليوم الأول من تاريخ آخر دورة شهرية.
هذه الطريقة تضيف 14 يومًا إلى مدة الحمل. إذا, لن تكوني حاملاً في
أول أسبوعين.
هل تعلمين أن : يمكنك حساب المدة التقديرية للحمل انطلاقا من المعادلة التالية : اليوم الأول من آخر دورة شهرية (مدتها ما بين 20 حتى 45 يوم) 280 يوم. و المدة النظرية بالأسابيع هي : 40 أسبوع ± أسبوعين, يعني من 38 إلى 42 أسبوعا. إذا كل ولادة قبل 38 أسبوعاً هي ولادة مبكرة. و كل ولادة بعد 42 أسبوعاً هي ولادة متأخرة.
الأسبوع الثاني : الإباضة
الإباضة هي تحرير البويضة من أحد الجريبات الناضجة, من أحد المبيضين. سواء الأيمن أو الأيسر. هذه البويضة سوف يتم إلتقاطها من طرف أنبوب فالوب حيث يحدث الإخصاب, ثم ستنتقل عبره إلى داخل الرحم.
تتم الإباضة عموما في اليوم 14 من الدورة الشهرية للمرأة. و لكن, حسب طول دورتك الشهرية, يمكن أن تتم الإباضة بين اليوم 11 و 18.
يتراوح عمر البويضة من 12 إلى 24 ساعة فقط. أما بالنسبة للحيوان المنوي فيمكنه العيش في المسالك التناسلية للمرأة, ما بين 3 إلى 5 ايام. إذا, فترة الإخصاب تستمر لمدة 5 أيام من كل دورة شهرية.
الأسبوع الثالث : الإخصاب
الإخصاب هو دخول حيوان منوي واحد و وحيد داخل البويضة. حيث تندمج
حمولتهما من DNA لتكوين خلية واحدة جديدة تحمل
نصف صفات المرأة و نصف صفات الرجل. هذه هي البداية الفعلية للحمل.
هذه الخلية الحديثة التكوين سوف تنمو و تتطور و تتغير لتعطي الحياة و الوجود لفرد جديد بعد 9 أشهر. و الجينات الموروثة من الأبوين, تحمل كل ما يحتاجه الجنين للتكَوُّن : جنسه, صفاته, حجمه, لونه...
بعد الإخصاب و الذي يتم في قناة فالوب, تنتقل البويضة المخصبة ببطء
عبر القناة إلى تجويف الرحم.
مباشرة بعد إخصابها, تبدأ الخلية الجديدة في الإنقسام الخلوي لتعطي خليتين. ستنقسمان أيضا للحصول على 4 خلايا. و هكذا يستمر الإنقسام بدون توقف للحصول على كل الأنسجة و الأعضاء و الأنظمة التي تُكَوِّن الإنسان.
بالنسبة للتوائم, هناك حالتين :
- إذا انقسمت كتلة الخلايا إلى جزئين (أو أكثر) : فهذا يعطي توائمين متطابقين في الصفات و جنسهما قطعا متشابه.
- أما إذا تمت إباضة بويضتين و خصبتا بحيوانين منويين اثنين : فالنتيجة هي توئمين غير متطابقين, و جنسهما قد يكون مختلفا أو متشابها.
أما أن يتم تخصيب بويضة واحدة بحيوانين منويين اثنين أو أكثر, فذلك مستحيل و غير ممكن.
في بعض الحالات القليلة (لحسن الحظ), لا تكمل البويضة هجرتها نحو الرحم و تبقى منغرسة خارج الرحم, غالبا في قناة فالوب. هذا هو الحمل خارج الرحم. و هو يشكل خطورة كبيرة على حياة الحامل مع استمرار الخلايا بالانقسام و بالتالي إرتفاع حجم البويضة. و الحل عموما هو الإستئصال.
الأسبوع الرابع : التعشيش
تواصل البويضة الملقحة هجرتها نحو تجويف الرحم. عند وصولها, سوف تلتصق
و تنغرس في بطانته. هذا هو التعشيش. علما أن هذه البطانة يتم إعدادها و تطويرها كل
دورة, في الأيام التي تسبق الإباضة بفعل تأثير الهرمونات الأنثوية حتى تكون صالحة
للتعشيش.
في هذه المرحلة, تفرز خلايا البويضة مادة ملازمة للحمل. إنها هرمون HCG. هذا الهرمون هو الوحيد الذي يقوم بكشف الحمل عند التحليلات الطبية, سواء في
البول أو في الدم.
الدور الرئيسي لهرمون HCG هو تحفيز إنتاج و إفراز هرمون البروجسترون
بكميات كبيرة. الوظيفة الأساسية لهذا الأخير هي : الحفاظ على سُمك بطانة الرحم و
تطويرها لتمكين البويضة المخصبة من التعشيش.
بطانة الرحم تكون غنية بالشعيرات الدموية المتشعبة و الكثيرة مما يضمن
تغذية البويضة المخصبة و توفير ما تحتاجه من أوكسجين و عناصر مغذية و طاقية.
تتكون البويضة الان من عدة خلايا متراصة في طبقتين :
- جزء داخلي و الذي سيُكٙوِّن الجنين,
- و جزء خارجي سيُشٙكِّلُ المشيمة التي سوف تغذي الجنين و الغلاف الذي سيحميه.
للإشارة, فإن المرحلة الأولى من الجهاز العصبي قد بدأت بالظهور.
قُطْرُ هذه المجموعة من الخلايا يبلغ حوالي 4 إلى 5 ملمترات, و شكلها
يشبه حبة التوت البري.
الأسبوع الخامس : جنينك أصبح مرئياً
ترتفع سرعة نمو جنينك خلال هذا الأسبوع بفضل الشعيرات
الدموية الجديدة.
كما يتميز هذا الأسبوع بتغيير شكل الجنين من شكل دائري إلى شكل ممدود.
منظره يشبه حصانا صغيرا طوله حوالي 2,5 ملمتر من الرأس إلى عظم الذنب.
أصبح جنينك الان مرئيا بالعين المجردة. يبدأ قلبه في التطور, إضافة
إلى بداية تشكُّل الوجه : الفم, الأنف, العينان و الأذنان.
حاليا, يرتبط الجنين بك بواسطة الحبل السري. بفضله, سوف يأخذ منك الجنين كل ما يحتاجه من عناصر غذائية و من أوكسجين. كما يسمح له هذا الحبل بالتخلص من النفايات.
في هذه المرحلة سوف تنتظم الخلايا في ثلاث مجموعات. كل مجموعة سوف تُكٙوِّن
أعضاءاً مختلفة :
- المجموعة الأولى ستُكٙوِّن : الجهاز الهضمي و البنكرياس و الرئتين,
- المجموعة الثانية ستُكٙوِّن : الجهاز العصبي, العينين,
الأذنين و الجلد,
- أما المجموعة الأخيرة من الخلايا فسوف تعطي : الهيكل الهضمي, العضلات و الأوعية الدموية.
الأسبوع السادس : يبدأ القلب بالخفقان
ابتداءاً من هذا الأسبوع يبدأ قلب جنينك بالخفقان. هي لحظة سحرية حقاً! القلب لا يزال صغيراً في طور التشكل, و لكن يمكنك رؤية دقاته من خلال الفحص
بالصدى. يبدو على شكل نتوء صغير أمام جسد جنينك.
في هذا الأسبوع أيضا, سوف يكتمل جزء مهم جدا من جنينك : إنه الأنبوب
العصبي.
الجهاز العصبي بأكمله يتطور إنطلاقا من هذا الأنبوب. أحد الطرفين سوف
يعطي الدماغ, إضافة إلى النخاع الشوكي و الأعصاب.
في نهاية الأسبوع السادس ستُغلٙق نهايات الأنبوب. و هنا تبرز أهمية
تناول مكملات حمض الفوليك أو الفيتامين B لتجنب تشوهات و عيوب الأنبوب العصبي. أهم هذه العيوب : السنسنة
المشقوقة.
طول الجنين يبلغ الان تقريبا 5 ملمترات من الرأس إلى الأرداف. و شكله يشبه حبة الفول ذات البراعم الصغيرة بسبب ظهور الذراعين و الساقين و الرقبة.
تبدأ بعض الأعضاء الداخلية بالتطور : الكبد, المعدة, البنكرياس و الرئتين. إضافة إلى الأذن الداخلية و عدسة العين.
تعليقات
إرسال تعليق
إذا أعجبك الموضوع, يمكنك أن تتفاعل معه و أن تترك تعليقا في صلب الموضوع أو أية ملاحظة أو تساؤل. و شكرا